الاكتئاب… أعراضه وطرق علاجه.

الاكتئاب… أعراضه وطرق علاجه. 

الاكتئاب هو أكثر الأمراض النفسية انتشارًا وهو مرض يؤثر سلبيًا على الحياة بأكملها؛ فهو يؤثر في ما تشعر به وحتى الطريقة التي تفكر بها. 

أثبتت الإحصائيات أن 3.8% من سكان العالم يصابون بالاكتئاب بما يعادل حوالي 280 مليون شخص مصاب بالاكتئاب حول العالم؛ فهو مرض واسع الانتشار ولكن على الرغم من ذلك فهو أكثر الأمراض النفسية استجابةً للعلاج. 

ما هو مرض الاكتئاب؟ 

  • هو حالة نفسية تختلف كثيرًا عن التقلبات المزاجية العادية التي يمكن أن تصيبنا في بعض الأوقات؛ يُصاب الشخص به مرة واحدة في حياته ولكن تأتي هذه الإصابة في صورة نوبات يمكن أن تتكرر من وقت لآخر ويؤثر عدد مرات تكراره في تحديد درجته سواء بسيط، متوسط، أو شديد. 
  • يؤثر مرض الاكتئاب في الحياة بصورة كبيرة حيث يؤثر في إنتاجية الشخص وقدرته على العمل؛ والأكثر خطورة هو أنه يمكن أن يصل إلى دفع المريض إلى الانتحار في بعض الحالات. 
  • تتفاقم المشكلة في بعض الأحيان بسبب التشخيص الخاطئ لهذا المرض إما أن يكون بسبب قلة خبرة الأخصائي النفسي أو بسبب ضعف أدوات التشخيص؛ كما أنه يحدث تشخيص خاطئ لبعض الأشخاص بالاكتئاب وهم لا يعانون منه. 

ما هي أعراض الاكتئاب؟ 

يظهر الاكتئاب في صورة نوبات تتكرر على فترات متباعدة وقد يحدث مرة واحدة دون تكرار في بعض الأشخاص وتكون الأعراض المصاحبة لهذه النوبات كما يلي: 

  • الشعور الدائم بالحزن والرغبة في البكاء، واليأس. 
  • يُصاب المريض بنوبات من الغضب، والإحباط الشديد حتى من أبسط الأمور. 
  • اضطرابات النوم سواء كان في صورة أرق أو زيادة النوم أكثر من الطبيعي. 
  • فقدان الاهتمام والشغف في معظم أو كل الأمور الحياتية مثل العلاقات والتخطيط للمستقبل. 
  • الشعور بالتعب وقلة الطاقة فتجد أن المهمات الصغيرة تستغرق الكثير من الوقت. 
  • اضطراب الشهية للطعام؛ فقد يحدث فقدان للشهية ومن ثمَّ فقدان الوزن، أو تزداد الشهية للطعام ويزداد الوزن أيضًا. 
  • الانفعال، والقلق، وعدم الشعور بالراحة. 
  • الشعور بعدم استحقاق أي شيء، وجلد الذات طوال الوقت. 
  • عدم القدرة على التفكير السليم أواتخاذ القرارات. 
  • قد تأتي للمريض أفكار انتحارية أو يصل الأمر إلى محاولة إيذاء النفس. 
  • هناك أيضًا أعراض جسدية للاكتئاب مثل ألم الظهر، الصداع المستمر. 

يمكن تصنيف نوبات الاكتئاب إلى بسيطة، أو متوسطة، أو شديدة طبقًا لعدد النوبات وشدة الأعراض الظاهرة على المريض. 

يجب أن تستمر الأعراض لمدة أسبوعين على الأقل حتى يمكن الفصل بوجود الاكتئاب من عدمه. 

ما هي عوامل الخطر التي تزيد من احتمالية الإصابة بالاكتئاب؟ 

يمكن لأي شخص أن يُصاب بالاكتئاب دون أسباب واضحة، ولكن هناك بعض العوامل التي تزيد من احتمالية الإصابة بالاكتئاب مثل: 

  • الأشخاص الذين يتعرضون للحوادث الأليمة خلال حياتهم مثل فقدان أحد الأشخاص أو فقدان الوظيفة هم أكثر عرضة للاكتئاب. 
  • وُجد أن هناك علاقة تربط بين أمراض القلب والإصابة بالاكتئاب فعندما يحدث أحدهما تزداد فرصة حدوث الآخر. 
  • الوراثة فقد أثبتت الدراسات أن الاكتئاب يمكن أن يُورث من الأم أو الأب إلى الأبناء بنسبة تصل إلى 40%. 
  • تزداد نسبة الإصابة بالاكتئاب في النساء أكثر من الرجال؛ فقد أثبتت الدراسات أن ثلث نساء العالم لا بد وأن يمروا بتجربة الاكتئاب على الأقل مرة واحدة خلال حياتهم وذلك بسبب اختلاف الهرمونات بين الجنسين. 
  • كيمياء المخ تؤثر أيضًا في احتمالية الإصابة وهي مواد كيميائية تختلف من شخص لآخر. 
  • السمات الشخصية: الأشخاص الذين يسهل تأثرهم بضغوطات الحياة أو المتشائمين هم أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب. 
  • الظروف الحياتية: الذين يتعرضون لأي نوع من أنواع العنف سواء كان جسديًا أو نفسيًا، ومن يعانون الفقر، والتجاهل هم أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب عن غيرهم. 
  • الهرمونات والتغيرات التي تطرأ عليها مثلما يحدث في الحمل، أو في الفترة التالية للولادة وهو ما يُعرف باكتئاب الحمل، أو عند انقطاع الطمث، أو بسبب حدوث اضطرابات الغدة الدرقية. 

كيف يُعالج الاكتئاب؟ 

مرض الاكتئاب هو أحد أكثر الأمراض النفسية استجابة للعلاج بنسبة نجاح تصل إلى 80-90% ونتيجة للتقدم العلمي أصبح هناك أكثر من اختيار أمام المريض والطبيب يمكن الاختيار من بينها تبعًا لشدة الحالة. 

قبل وضع التشخيص النهائي يلجأ الطبيب إلى بعض الفحوصات للتأكد من التشخيص مثل: التحدث مع المريض مباشرةً لتحديد الأعراض والتاريخ العائلي، القيام ببعض الاختبارات النفسية، وإجراء بعض الفحوصات الطبية لاستبعاد الأسباب الاخرى التي يمكن أن تؤدي لنفس أعراض الاكتئاب (اضطراب الغدة الدرقية، أورام المخ، ونقص بعض الفيتامينات). 

أولًا العلاج الدوائي 

  • تعمل الأدوية المضادة للاكتئاب عن طريق تعديل كيمياء المخ، وهي ليست مهدئات أو مخدرات يمكن إدمانها إذا تم استعمالها طبقًا لتعليمات الطبيب؛ وهي لا تسبب الاكتئاب أيضًا. 
  • يظهر التحسن في الأعراض خلال أسبوعين على الأكثر بعد تناول هذا العلاج، لكن التحسن التام يحدث خلال شهرين- ثلاثة أشهر. 
  • إذا لم يحدث التحسن خلال بعض الأسابيع يلجأ الطبيب عند ذلك إلى تعديل الجرعة أو تغيير العلاج حتى تتحسن الحالة في أسرع وقت. 
  • يجب إخبار الطبيب بتطور الأعراض بعد العلاج أو عند ظهور أي أعراض جانبية. 

ثانيًا العلاج النفسي 

  • يلجأ الطبيب لهذه الطريقة عندما تكون حالة الاكتئاب بسيطة أو متوسطة، ويصاحبها العلاج الدوائي في حالة الاكتئاب الشديد. 
  • يتم العلاج عن طريق الحديث وإخراج الطاقة السلبية والأفكار، ويمكن أن يحدث هذا العلاج لكل مريض على حدة أو يتم عمل مجموعات من المرضى يشتركون في المرض أو الأعراض ليساعد بعضهم الآخر. 

ثالثًا العلاج بالجلسات الكهربائية 

  • يلجأ الأطباء لهذه الطريقة عند تجربة الطريقتين السابقتين وإثبات عدم نفعهما للمريض؛ وهذا يحدث عادةً في حالة الاكتئاب الشديد. 
  • تتم هذه الطريقة عن طريق تعريض المخ لبعض الشحنات الكهربائية بمقدار معين لإثارة أماكن محددة في المخ. 
  • أثناء هذه الطريقة يكون المريض تحت تأثير التخدير، ويحتاج المريض إلى 2-3 جلسات على مدار الأسبوع ويمكن أن يحتاج إلى إجمالي جلسات تصل إلى 6-12 جلسة حتى يشفى تمامًا من هذا المرض. 

بقلم/ د.أسماء عزب 

المصادر 

Mayo clinic 

WHO 

Psychiatry .com