كيف تجعل مرحلة المراهقة بداية علاقة صداقة مع ابنك؟

كيف تجعل مرحلة المراهقة بداية علاقة صداقة مع ابنك؟ 

مرحلة المراهقة هي المرحلة التي يبدأ فيها الأطفال مرحلة جديدة يشعرون فيها بأنهم أحد أفراد عالم الكبار على صغر سنهم؛ وهي مرحلة تبدأ من سن 10 سنوات ويمكن أن تستمر لحين بلوغهم 19 عام، وكثيرًا ما تحدث المشكلات بين الآباء والأبناء المراهقين لعدم فهم كل منهم للآخر. 

يرى الآباء أن أبناءهم لا زالوا أطفالًا ولكنهم كبروا في العمر فقط، أما الأبناء يرون أنهم كبروا بما يكفي لاتخاذ قرارات حياتهم والاعتماد على أنفسهم ومن هنا تبدأ المشكلة حيث يصعب التقاء أفكار كل من الآباء والأبناء فما الحل الذي يمكن أن يقوم به الآباء لفتح طريق التواصل مع أبنائهم. 

كيف يمكن التعامل مع سن المراهقة وتغيراته؟ 

يصطدم الآباء بمرحلة المراهقة وفجأة يرون أن طفلهم المدلل قد أصبح يعترض فجأة ويرتفع صوته في بعض الأحيان، وهنا قد يشعر الآباء بالخوف مما هو قادم لكن يجب أن يفهم الآباء أنها مرحلة مؤقتة يتغير فيها تصرف الأبناء بإرادتهم أحيانًا أو بدون إرادة منهم في أوقات أخرى لتغيير الهرمونات الذي يحدث في أجسامهم؛ وهنا سنقدم لكل من الأب والأم بعض النصائح للتعامل مع مرحلة المراهقة بكل مشكلاتها. 

:أولًا لا تنس نفسك والعناية بها 

لا بد ان تكون النصيحة الاولى هي الإهتمام بصحتك الجسدية والنفسية، فأنت نقطة البداية التي ينطلق منها حياة الأبناء؛ فعندما تشعر بالضيق والعصبية يؤثر ذلك على أفعالك ومن ثمَّ يؤثر على ردود أفعال جميع من حولك لذلك لا تغفل الاهتمام بنفسك أولًا. 

  • تأكد من تناولك لطعام صحي وكذلك تأكد من نفس الشيء لجميع أفراد العائلة؛ فالطعام الصحي يؤثر بشكل كبير في الحالة النفسية. 
  • تناول قسطًا كافيًا من النوم وعندما تفعل ذلك سيتبعك أبناؤك فأنت القدوة بالنسبة لهم؛ لأن عدم انتظام النوم يؤدي إلى العصبية. 
  • قم بأداء بعض التمارين الرياضية ويُفضل أن يكون بعضها في الهواء الطلق؛ والرياضة تعمل على خروج الطاقة السلبية من الجسم، وصفاء الذهن، وزيادة القدرة على التعامل مع ضغوطات الحياة بمرونة أكبر. 
  • اقتطع لنفسك بعض الوقت الخاص بعيدًا عن العمل والأبناء مما سيجعلك تعود لدور الأبوة بمهارة أكبر. 
     

:حافظ على هدوئك عند التعامل مع ابنك المراهق 

طفلك الذي لم يعد طفلًا فجأة لديه القدرة على إثارة غيظك وجعلك تصدر ردود أفعال قد لا تكون مناسبة في كل الأوقات، وفي ذلك الوقت يشعر الابن بالانتصار فقد استطاع أن يؤثر في أفعالك؛ لذلك يجب عليك التعامل بهدوء وإذا شعرت أن الأمور قد تخرج عن سيطرتك هنا لا بد أن تطلب من الابن بعض الوقت حتى تستعيد هدوئك مرة أخرى وعندها يمكنك الحديث واتخاذ القرارات. 

عندما تفعل ذلك فإنك لا تحافظ على هدوئك فقط ولكنك تعطي درسًا لأبنائك عن كيفية التحكم في الغضب. 

:ضع الحدود التي تراها مناسبة لأبنائك 

  • المراهقين ما زال لديهم بعض التصرفات الطفولية ولذلك يجب وضع بعض الحدود والقوانين التي تضبط تصرفاتهم. 
  • عندما تضع هذه القوانين بمشاركة الابن فإن ذلك يجعله يتبع هذه الحدود والقوانين بسهولة. 
  • يجب أن لا تغفل بعض المرونة في الأمور التي يمكن التساهل فيها، وعليك إعطاء الأبناء فرصة للتفاوض والمشاركة لتعطيهم شعورًا بأهميتهم وتزداد ثقتهم بأنفسهم. 
  • حاول أن تشرح الأسباب لوضعك بعض القوانين لإقناعهم بها مما سيشعر الابن باحترامك له ولتفكيره. 

حافظ على دوام التواصل مع الأبناء في مرحلة المراهقة وأيضًا في المراحل العمرية الأخرى 

  • يمكنك بناء أسس جيدة في علاقتك بابنك عن طريق تخصيص بعض الوقت له للحوار والمشاركة مع إعطائه فرصة للحديث والتعبير عن رأيه. 
  • عندما تجلس مع ابنك من أجل التقرب منه يجب أن تبتعد في حديثك عن المشكلات التي حدثت بينكما أو تسبب هو بها، وتحدث بدلًا عن ذلك في بعض الموضوعات العامة التي يمكن أن يشاركك الآراء فيها. 
  • يمكنك خلال هذا الوقت أن تعدل بعض السلوكيات لدى طفلك بشكل غير مباشر عن طريق إهداؤه كتاب يتحدث عن صفة معينة تحب أن يكتسبها أو مشاركته موقع معين يتحدث عن هذه الصفة. 
  • يمكنك طلب المساعدة منه في تجهيز بعض الطعام أو استشارته في بعض الأمور الخاصة بك والتي تناسب عمره. 

:لا تنس إعطاء بعض الحرية لهم 

  • عند القيام بدور الأب أو الأم يمكن أن نغفل إعطاء الابن مساحة من الحرية والخصوصية، فيمكن السماح لهم ببعض الوقت للإنفراد بأنفسهم أو حتى القيام ببعض الأخطاء التي لا تضرهم لكن ستجعلهم يتعلمون للمستقبل. 
  • إعطاء شعور بالخصوصية والتفرد بالذات يبعث للابن برسالة مفادها أنك تعلم أن ابنك يكبر ويتغير. 
  • يجب أن تجعل الابن يشارك في التجمعات العائلية والأنشطة التي تجعله يصبح اجتماعيًا وتزيد خبرته في الحياة. 
     

:عبر عن حبك لابنك 

  • قد يغفل الآباء وسط ضغوطات الحياة أن الابن في مرحلة المراهقة يحتاج إلى جرعة كبيرة من الحب والاحتواء، فيجب أن يشعر بأنه مهما ارتكب من أخطاء فأنت ما زلت تحبه ولكن تكره الفعل الخاطئ الذي قام به؛ وهذا سيعلمه التعامل بحيادية وعقلانية في المواقف التي تحتاج ذلك. 
  • تختلف حاجة الأبناء للحب فهناك من يرى أن الحب هو فقط الاهتمام به، وبعضهم يرى أن الحب هو المشاركة في الحديث، والغالبية منهم يرون أن الحب هو الأحضان التي يحصلون عليها من الآباء لذلك يجب أن تعرف الطريقة التي يرغب ابنك أن تعبر بها عن مشاعرك له. 

سن المراهقة هو مرحلة صعبة على من يعيشه ولكنها أكثر صعوبة على الآباء الذين يتعاملون معهم، فهم أطفالهم المدللين الذين أصبحوا كبارًا فجأة وبدون استعداد من الآباء لذلك؛ فيجب التعامل بحذر وحكمة في هذه المرحلة حتى لا نفقد الثقة والحب بيننا وبينهم. 

لا تتردد أبدًا في طلب المساعدة من بعض الأشخاص الذين تثق بهم سواء من العائلة أو خارجها والأفضل استشارة المختصين بهذا الشأن لتضمن صحة التعليمات الناتجة عن علم وليس تجارب سابقة. 

بقلم د.أسماء عزب 

المصادر 

Skills you need.com 

Nhs.uk 

Skills you need.com 

Psychology today.com