كيف نقدم الرعاية الطبية لكبار السن؟

كيف نقدم الرعاية لكبار السن؟ 

  

كبار السن هم الأشخاص الذين تخطو عمر60 عاماً ..أباءنا وأمهاتنا والأجداد كذلك وهم أكثر من نحب في هذه الحياة لذلك يسعى كل منا إلى تقديم أفضل رعاية ممكنة بافضل صورة متاحة لهم حتى يكونوا في أفضل صحة وحال ولكن مع ضغوطات الحياة المختلفة قد نغفل أو نهمل بعض احتياجاتهم لذلك أصبح من الأفضل أن تستشير المختصين بشأن رعايتهم لنستدل على الطريقة الصحيحة والرعاية السليمة التى يحتاجونها. 

يتعرض كبار السن للعديد من المشكلات الصحية نظراً لتقدمهم بالعمر وتختلف الرعاية المقدمة بحسب كل فرد واحتياجاته فمنهم من يحتاج إلى رعاية صحية لإصابته بالأمراض المزمنة ومنهم قد يحتاج إلى رعاية غذائية تتماشى مع متطلباته الجسدية والبعض الآخر يحتاج إلى رعاية نفسية والتى تمثل الجانب الأهم الذى يغفل عنه الكثيرون ولكنه من أهم الجوانب التي يجب أن نوليها العناية المطلوبة. 


 

ماهي أنواع الرعاية التى يمكن أن نقدمها إلى كبار السن؟ 


 

كما ذكرنا سابقاً تختلف الرعاية المقدمة لكل فرد بحسب احتياجاته الجسدية والنفسية وأفضل من يقدم هذه الرعاية المتخصصون بشأن الرعاية الطبية. 

أولاً الرعاية الصحية 

 تعتمد الرعاية الصحية المقدمة لكبار السن على الحالة الصحية لهم وما يحتاجونه وما يمكن أن يمثل خطورة عليهم ولن نستطيع أن نحدد ذلك سوى عن طريق المتابعة الدائمة والفحوصات الدورية التي تعطي صورة كاملة عن تطور الأمراض التي يعاني منها كبار السن أو توقع الأمراض التي قد يصاب بها في المستقبل والوقاية منها أو اكتشافها مبكراً مما قد يعطي نسبة أعلى لشفاء هذه الأمراض. 

إذاً السؤال التالي: ما هي الفحوصات التي يجب أن تتم لكبار السن للاطمئنان على صحتهم؟ 

  • بعض تحاليل الدم مثل : 
  1. صورة الدم الكاملة والتي توضح وجود الأنيميا أو عدم وجودها وكذلك عدد كرات الدم البيضاء بأنواعها. 
  2. وظائف الكبد والتي توضح لأي درجة يعمل الكبد بكفاءة وكذلك توقع حدوث بعض أمراض الكبد. 
  3. وظائف الكلى حتى نتبين مدى كفاءة الكلى في القيام بوظيفتها وتنقية الدم بصورة دائمة. 
  4. قياس مستوى السكر في الدم حيث تزداد خطورة الإصابة بمرض السكرى بعد بلوغ الـ 45 وكذلك تحليل السكر التراكمي Hba1c. 
  5. قياس فيتامين د في الدم وذلك لأهميتها لصحة العظام فتجنب حدوث هشاشة العظام. 
  6. هرمونات الغدة الدرقية والتي تؤثر بصورة أساسية في عملية التمثيل الغذائي بالجسم وتؤثر أيضاً في درجة حرارة الجسم ومعدل ضربات القلب والتنفس. 
  7. قياس مستوى الدهون في الدم وذلك عن طريق فحص مستوى الكوليسترول ومستوى الدهون الثلاثية في الدم والتي تمثل خطورة بشكل خاص على مرضى القلب وارتفاع ضغط الدم. 

تحليل البول والذي يساعد في تجنب حدوث العدوى وتحديد كفاءة الكلى في القيام بوظيفتها. 

قياس ضغط الدم بصورة دورية بجانب فحوصات القلب مثل تخطيط القلب الكهربائي. 
فحص القدرة السمعية والبصرية لكبار السن لتجنب ضعفهم نظراً للتقدم فى العمر. 

والآن قد أصبح من السهل القيام بكل هذه التحاليل والفحوصات بالمنزل عن طريق زيارة الطبيب للفحص الشامل وزيارة أخصائي التحاليل للمنزل أيضاً لأخذ العينات اللازمة. 

يجب أن تتم جميع هذه الفحوصات بصورة دورية كل ستة أشهر أو سنة على الأقل حتى تتم المتابعة الدقيقة للحالة الصحية وتجنب حدوث الكثير من الأمراض واكتشاف البعض منها مبكراً. 


 

ثانياً الرعاية النفسية 

elder care2
 

يعاني كبار السن في هذه المرحلة من بعض الاضطرابات النفسية نظراً للظروف التي يمرون بها من المشكلات الصحية وعدم القدرة على القيام بالمهام البسيطة على عكس ما كانوا واحتياجهم للمساعدة والرفقة الدائمة لذلك قد يهتم الكثيرون بالجانب الصحى ويغفلون عن الجانب النفسى والذى يؤثر بشكل كبير على الصحة و الاستجابة للعلاجات المختلفة. 

 

قد يصاب كبار السن بالقلق سواء كان القلق عن الحاضر أو المستقبل فهم لا يتوقعون ماذا سيحدث في المستقبل لصحتهم كذلك قد يعانون من الاكتئاب والضيق وذلك لقلة المهام المسندة إليهم عما قبل فيشعرون بعدم الأهمية وأنهم أصبحوا حملاً ثقيلاً على ذويهم وهنا يأتى دور المقربين منهم ودورهم أن يخففوا الضغط النفسي الواقع على عاتق كبار السن وأن يتفهموا احتياجاتهم النفسية بنفس القدر الذى يهتمون بصحتهم الجسدية فيجب أن يقوموا ببعض الأشياء مثل: 

 

  • الاحتواء والحب وتقديم الرعاية النفسية اللازمة. 
  • إعطاء إحساس بالأهمية عن طريق مشاركته في الحوار وإسناد بعض المهام البسيطة إليه حتى يشعر بأن له دور في الحياة. 
  • مشاركة الأوقات والأحاديث معهم. 
  • المشاركة في التمارين الرياضية وتشجيعهم عليها مما يعمل على تحسين صحتهم النفسية والجسدية وتقوية رابط العلاقات معهم. 
  • توفير من يقوم بالرعاية المنزلية لكبار السن لتوفير الوقت والمجهود اللزمين للعناية بهم. 

كل هذه الأشياء تقي من حدوث الاضطرابات النفسية التي قد تصيب كبار السن. 

اذا لم يستطع المقربون منهم القيام بهذه الأشياء فأصبح من السهل الاستعانة بالمختصين الذين يقومون برعاية الشخص نفسياً ومصاحبته فيكونون له مثل الرفقة التي تقوم على رعايته وذلك يساعد بشكل كبير على تحسين الحالة النفسية والهدوء المطلوب وخاصةً أنه أصبح من السهل تقديم هذه الرعاية في المنزل دون الحاجة للذهاب إلى المستشفى أو زيارة الطبيب. 

 

ثالثاً الرعاية الغذائية 

يحتاج كبار السن تغذية خاصة تتناسب مع متطلبات الجسد والتي تختلف عما قبل نظراً لاختلاف المجهود والحالة الصحية كبار السن ويجب أن تقدم لهم أفضل الأغذية والأطعمة التي يجب أن تحتوي على العناصر الهامة مثل الفيتامينات والمعادن بشكل خاص ومن أهم الفيتامينات التي يجب أن يحل عليها المسن هو فيتامين ب12 وكذلك الأحماض الأمينية والدهنية وكذلك مضادات الاأكسدة وبعض العناصر الأخرى التي تقوي المناعة لكبار السن. 

ويمكن أن نستعين بالمعالج الغذائي الذي يضع نظاما غذائيا صحيا يتناسب مع الحالة الصحية للمسن وينصح بما هو أفضل له وما يجب أن يتجنبه في غذائه. 

 

وفي النهاية يجب أن ننبه على أهمية رعاية كبار السن فقد حثت جميع الكتب السماوية على العناية بهم في كبرهم كما قدموا لنا الرعاية في صغرنا فهم أغلى ما نملك ولكبار السن ورعايتهم جزاء عظيم في الدنيا والآخرة. 

بقلم: د/ أسماء عزب 

المصادر 

Theapopkavoice.com 

biomedcentral.com 

ncbi