هل يمكن لمريض السكر الصيام دون مضاعفات؟

هل يمكن لمريض السكر الصيام دون مضاعفات؟

شهر رمضان الكريم يطل علينا كل عام بالبهجة والسعادة وينتظره الجميع من عام لآخر بفارغ الصبر لنعيش السعادة والراحة النفسية في أيامه؛ لكن قد يقلق مريض السكري من قدوم رمضان خوفًا من المضاعفات التي يمكن أن تحدث له نتيجة للصيام مع مرض السكري؛ فما هي خطورة الصيام على المريض؟ وكيف نتغلب عليها؟ هذا ما سنعرفه فيما يلي.

ماذا يحدث للجسم خلال فترة الصيام؟

تعتمد التغيرات التي تطرأ على الجسم أثناء الصيام على طول فترة الصيام، فقد وُجد أن المضاعفات الشديدة للصيام عند مريض السكري تبدأ بعد مرور أكثر من 12 ساعة من الصيام.

  1. بعد مرور هذه الفترة الطويلة من الصيام يجد الجسم أن السكريات الموجودة في الجسم قد بدأت في النفاذ؛ لذلك يبدأ الجسم في استخدام المصادر المخزنة من الجلوكوز مثل الجليكوجين المخزن في الكبد، والدهون الزائدة المخزنة في الجسم.
  2. يستخدم الجسم الجلوكوز المخزن كمصدر للطاقة مما يؤدي إلى خسارة الوزن بالتدريج بصورة صحية، وضبط مستوى السكر في الدم، وضبط ضغط الدم، وتقليل مستوى الكوليسترول في الجسم.
  3. مما سبق نفهم أن الصيام مفيد لمريض السكري الذي يناسبه الصيام تبعًا لرأي الطبيب المختص؛ لكن لا يمكن الإعتماد على الصيام كعلاج لضبط مستوى السكر فيجب التزام تعليمات الطبيب وتناول الدواء الموصوف بدقة وعناية.
  4. يجب استشارة الطبيب لتعديل جرعة الأنسولين أو أي دواء آخر يُستخدم لضبط السكر؛ حيث يمكن أن يرى الطبيب أنك تحتاج إلى تقليل الجرعة لتناسب فترة الصيام وحتى تتجنب انخفاض السكر أكثر من اللازم.

ما هي المخاطر التي يواجهها مريض السكري؟

يختلف تأثير الصيام من مريض لآخر فيمكن أن يصوم المريض بدون أي مضاعفات أو قد يعاني بعض المرضى من مضاعفات الصيام وقد ينصحهم الطبيب بالإفطار خلال هذا الشهر للحفاظ على سلامتهم؛ وتختلف الخطورة تبعًا لعدة عوامل مثل:

:نوع مرض السكري 

تزداد خطورة حدوث مضاعفات الصيام لدى مريض السكر من النوع الأول أكثر من مريض النوع الثاني، حيث أن مريض النوع الثاني يمكنه التعامل مع مرض السكري عن طريق تنظيم الغذاء ليناسب مستوى السكر في الدم بجانب العلاج الموصوف من جهة الطبيب له.

:نوع الدواء المستخدم لضبط مستوى السكر في الدم

  • يعتمد مرضى النوع الثاني من السكري على الأنسولين كدواء أساسي لضبط مستوى السكر لديهم، ولذلك قد تزداد خطورة الصيام عليهم لعدم ضبط الجرعة المناسبة لشهر رمضان حيث أنه يجب تعديل الجرعة كي لا تؤدي إلى انخفاض السكر أكثر من اللازم.
  • أيضًا هناك دواء يُسمى SGLT والذي يستخدمه مرضى السكر ولكنه يعمل أيضًا كمدر للبول لذلك يؤدي إلى فقدان الماء من الجسم والشعور بالعطش خلال وقت قصير مما قد يضر بصحة المريض وقد يؤدي إلى ارتفاع السكر لهذا السبب؛ لذلك يجب تعديل الجرعة قبل بداية شهر رمضان لتجنب هذه الأعراض.

:وجود مضاعفات مرض السكري

قد يؤدي وجود المضاعفات التي تحدث في بعض الأشخاص إلى صعوبة الصيام؛ ومن هذه المضاعفات تأثر العين، والكليتين، والأعصاب الطرفية في اليدين والقدمين.

نصائح لمرضى السكري حتى يمكنهم الصيام بأمان.

  • أولًا يجب استشارة الطبيب قبل البدء في الصيام على الأقل بشهرين حتى يتمكن الطبيب من ضبط جرعة العلاج ومعرفة مناسبة الصيام للمريض أو أن المريض لا يمكنه الصيام وذلك طبقًا للتحاليل والفحوصات التي سيجريها مثل تحليل السكر التراكمي HBA1c.
  • ملاحظة الأعراض التي يمكن أن تظهر أثناء الصيام والتي تشير إلى عدم انتظام مستوى السكر في الدم فمثلاً عند انخفاض السكر يؤدي ذلك إلى الشعور بالتعب والإرهاق والدوار؛ أما عند ارتفاع السكر عن مستواه الطبيعي فإن ذلك يؤدي إلى ظهور أعراض مثل الشعور بالرعشة، والتعرق الشديد، والجوع، والدوار.
  • يجب قياس مستوى السكر في الدم بانتظام على مدار اليوم لمتابعة تأثير الصيام عليه والنتيجة لا يجب أن تقل عن 4mmol/l ولا تزيد عن 16mmol/l حتى لا يتفاقم الأمر وقد يؤدي بعد ذلك إلى الدخول في غيبوبة سكر لذلك عند حدوث ذلك الاضطراب يجب قطع الصيام فورًا.
  • تنظيم الطعام ليناسب الجسم وحاجته أثناء الصيام؛ لذلك ينصح أطباء التغذية العلاجية بعدم تناول كمية كبيرة من الكربوهيدرات في وجبة الإفطار حتى تتجنب ارتفاع مستوى السكر بشكل مفاجئ، وينصح الأطباء أيضًا بتقسيم وجبة الإفطار إلى وجبات أصغر على مدار الفترة بين الإفطار والسحور حتى نتجنب هذه المشكلة.
  • الحفاظ على شرب كمية كبيرة من الماء خلال فترة الإفطار على الأقل يجب أن تشرب 8 أكواب من الماء يوميًا ؛ حيث أن الماء يعمل على ضبط مستوى السكر في الدم وحماية الجسم من الجفاف والإمساك.
  •   هناك بعض المأكولات التي يُفضل تناولها لمرضى السكري مثل:
  • الحبوب الكاملة أو المطحونة والتي تحتوي على الألياف الغذائية بطيئة الهضم؛ لذلك تعطي شعورًا بالشبع يدوم لفترة طويلة ومن ثمَّ تعمل على ضبط مستوى السكر في الدم.
  • الفواكه ويُفضل تناول قطعتين أو ثلاث قطع على الأقل من الفاكهة وأيضًا التمر مغذي جيد ويمكن اعتبار ثلاث تمرات بمثابة ثمرة فاكهة.
  • البروتينات مثل اللبن، والزبادي، والبيض، والمكسرات، واللحوم جيدة الطهي بدون دهون.
  • الدهون الصحية ويمكن الحصول عليها من الزيوت النباتية مثل زيت الزيتون، والمكسرات.
  • الابتعاد عن الأطعمة الجاهزة وسريعة الطهي لاحتوائها على كمية كبيرة من الدهون وأيضًا لسرعة هضمها والذي يؤدي إلى الشعور بالجوع بسرعة ومن ثمَّ زيادة الوزن واضطراب مستوى السكر في الدم. 
  • الابتعاد عن تناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين مثل القهوة، والشاي، والمياه الغازية حيث أنها تعمل كمدر للبول تؤدي لفقدان المياه التي يخزنها الجسم بسرعة كبيرة.
  • تناول الأطعمة التي تحتوي على كمية كبيرة من الماء مثل الفراولة، و البطيخ، والخيار، والفلفل، وأيضًا الطماطم.

في النهاية تكمن كلمة السر للصيام براحة وأمان في تنظيم غذاء صحي يتناسب مع الحالة الجسدية والصحية حتى يمنع حدوث المشكلات الصحية وأيضًا حتى يمنع تفاقم الأمور وخروجها عن مسارها الطبيعي. 

كل عام وأنتم بخير حفظكم الله جميعًا من كل مكروه وسوء.

بقلم د.أسماء عزب.

المصادر

Web MD

Diabetes .org.uk

Cleveland clinic.

Health exchange.sg